الخميس، يونيو 19، 2025

يوسف

اخر يوم رأيت فيه وجه أبي رحمة الله عليه، كان ذاهب إلى عمله،  وكان يوسف قد ارتدى ملابسه وامسك حقيبته، صبي في الثامنة من عمره، وكنت أنا في الثالثة والعشرون،  نظر أبي  إلي وقال: "خدي بالك من يوسف". نظرت إلى يوسف، فرأيته قد استعد تماما للذهاب إلى المدرسة، فتسألت بيني وبين نفسي ماذا يريد أبي؟
والتهيت في يومي.
حين حلت الظهيرة جائنا نبأ رحيل أبي، من يومها ويوسف هو إبني ووصية أبي، من يؤذيه يؤذيني، حين تقدم لخطبتي زوجي لم ءأخذ رأي أحد من أخوتي، بل بعد أن أخذت رأي عمي وخالي جئت إلى يوسف وقلت له كما تقول الأم لابنها حين تريد الزواج مرة أخرى ما رأيك في هذا الرجل يايوسف؟
يوسف إبني قبل ان يكون اخي الصغير.
في كل مرة ينجح أرمقه بفخر وافرح له،  حين تخرج من كلية الهندسة كنت أما تخرج أكبر أبنائها من كلية من كليات القمم، كان الفرح لا يسعني، وكل نجاح كان يحصل عليه كان يسعدني، وكل ألم يحكيه لي كان يؤذيني، يشتكي لي من هذا أو تلك، فأطيب خاطره، وأهز رأسي موافقة لقوله، حتى صاروا يقولون ان يوسف وسمية يدبرون اتفاقهم سويا، ولم يكن يحصل، بل كنت أحيانا أسئله كيف يتوافق رأيي مع رأيك هكذا ولم نتفق أو نتحدث مسبقا، فيقول ضاحكا لا أدري، ثم يردف لذلك يظنون انني آخذ رأيك فأقول له ضاحكة جهلاء، وهل أنت صغير،  إنني آخذ رأيك أكثر مما تأخذ رأيي، إنني حتى لا أفرض رأيي على أصغر ابنائي يحيى ولا أستطيع أن أفرضه على حبيبي إبني أحمد.
لقد حاولت يا أبي،  وأعيذك يارب أن يتخبط يوسف في أمره.

ليست هناك تعليقات: