الجمعة، مايو 24، 2013

تاملات في سورة الانعام ( دعوة نبي الله ابراهيم قومه)

في سورة الأنعام ، كيف دعا سيدنا نبي الله ابراهيم قومه ، لقد مثل أمامهم رحلة البحث عن الحق بكل رفق ودعاهم بكل حب ، النجم ، ثم القمر ، ثم الشمس 
 ويتدرج معهم عليه  السلام ليصف لهم أن ماهم فيه هو شرك
..لا أحب الآفليين
..لأن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين
..ياقوم إني بريء مما تشركون .

كان أمة عليه  أفضل الصلاة والسلام ، حتى في غير هذا الموضع دعوته لأبيه أو عمه ، لقومه.. فيها براعة ورحمة وتفنن ، ويقال أن معنى اسمه عليه السلام  ( أبٌ رحيم)
فهل ندعو نحن "غير المشركين" بكل هذا اللطف والرقي ؟
أم أننا ندفع بهم دفعاً إلى سبيل الغي وطريق العناد!
اللهم علمنا خلق نبيك إبراهيم في الدعوة
نحن ننسى أننا ندعو خلق الله إلى الله.. لأننا مشفقون عليهم أن يحرموا لذة الطاعة ، مشفقون عليهم من عذاب الله ، فكيف يكون حال المشفق  الرحيم مع من يرحمه .

الخميس، مايو 02، 2013

عزلة

حالة من الملل تتملكني بين الوقت والآخر  فأجدني أحب أن ابتعد عن أغلب البشر.. لا أريد أن أسمع أصواتهم.. ولا أريد فهم ما يقولن.. أشعر أن الكثيرون يمتهنون التمثيل.. وليته كان تمثيلا محترفاً.. بل أسوء أنواع التمثيل .   
حين يحدث هذا أجد نفسي أتجه الى أحد الكتب المحببة إليّ.. أو إلى المذياع.. المذياع ليس صوت بشري.. إنه السفر عبر الزمان..
 وللمذياع معي ذكريات لا أنساها.. أظن أنني اقتنيت جميع أحجام المذياع..  وجميع ألوانه.. كانت حقيبتي لا يفارقها  "راديو ترانزستور"  كان سلوتي منذ كنت في الصف الأول الإعدادي.. كان المذياع يريني وطني ( مصر ) ذلك الحبيب الغائب.. اذ كنت أعيش مع أسرتي خارج مصر . 
كنت أقلب محطات المذياع.. فاحط رحالي تارة على قطوف دانية.. وكان على اذاعة القران الكريم.. وتارة اسمع صوت رنات ساعة جامعة القاهرة على البرنامج العام قبل النشرة الإخبارية.. أو يأتيني صوت الراحل عمار الشريعي وهو يصطحبنا في رحلة في"غواص في بحر النغم"
 
وأظل أقلب يميناً ويساراً حتى يحين موعد ( قاااال الفيلسوف) وغالباً لا أسمع إلا سؤال المذيعة لصديقها الفيلسوف.. ثم يغلبني النوم لأنتبه وقد انتهى البرنامج ولم أسمع إجابة الفيلسوف! 
كان ولا زال بيني وبين الثرثرة بلا هدف جفاء.. فلا أطيقها ولا أظنها تطيقيني ، ولا اظن ان احدً مثلي يحب المذياع  يطيق الثرثرة.. 
نحن نحب أن نسمع لكننا نختار مانسمع..
حين يبدأ أحدهم الثرثرة "الفارغة" أشعر بكم الفراغ الذي ينطوي بداخله !!