حين كنت في الخامسة كان لأبي صديق عزيز.. وكان له ابن صبي في الثالثة عشرة اسمه (صالح ) كان صبيا مشاكسا.. وكانت لديه قدرات يتباها بها كلما اجتمع بالصغار.. فهو الأول في أي سباق بينه وبين الأولاد ... وهو أول من يحل أي أحجية يعرضها الكبار..
وكانت له قدرة أخرى.. كان لايمارسها إلا حين يغادرنا الكبار .
وكانت له قدرة أخرى.. كان لايمارسها إلا حين يغادرنا الكبار .
ذات مرة قال أن أباه حذره منها.. لكن اباه كما يزعم هو لايعرف متعة المغامرة.. كان يصعد فوق براميل الجاز ذات الفتحات الكبيرة.. وكان هذا متوفرا له بحكم عمل والده فقد كان (تاجر جاز).
كان يصعد ويستنشق هذا الجاز ولا يشعر بدوار.. ويتحدانا جميعا أن نفعل هذا .
وكان الصبيان في مثل سنة لايطيقون ما يطيق.. وكان هذا يشعره بالفخر والزهو .
في إحدى الليالي عاد أبي رحمة الله عليه ليخبر أمي انأن صالح مات.. وأنهم وجدوه ملقى في أحد براميل الجاز .
وتسائلت أمي بدهشة من يكون القاه هناك
وأجابها أبي أن الكل متعجبون !!
وكنت استمع لأطراف الحديث وتملكتني الرهبة..
لازلت اذكر الحيرة الّتي رأيتها على وجوه الكبار .
كان يصعد ويستنشق هذا الجاز ولا يشعر بدوار.. ويتحدانا جميعا أن نفعل هذا .
وكان الصبيان في مثل سنة لايطيقون ما يطيق.. وكان هذا يشعره بالفخر والزهو .
في إحدى الليالي عاد أبي رحمة الله عليه ليخبر أمي انأن صالح مات.. وأنهم وجدوه ملقى في أحد براميل الجاز .
وتسائلت أمي بدهشة من يكون القاه هناك
وأجابها أبي أن الكل متعجبون !!
وكنت استمع لأطراف الحديث وتملكتني الرهبة..
لازلت اذكر الحيرة الّتي رأيتها على وجوه الكبار .
ولأنني لم أكن أدرك تماما.. فقد تصورت أن سر صالح سيبقى طي الكتمان في صدورنا نحن الصغار.. وأن الكبار لا يعلمون كثيرا مما نعلم..
حين كبرت قلت لأبي ذات مرة هل تعلم يا أبي كيف مات صالح ابن عمو محمد..
حين كبرت قلت لأبي ذات مرة هل تعلم يا أبي كيف مات صالح ابن عمو محمد..
فأجابني أبي لأنه كان يصعد فوق براميل الجاز.. فاصيب بالدوار وسقط!!
لقد كان الكبار جميعهم يعلمون كيف مات صالح .
مات صالح لكن ليس أمامنا كما كان يحب أن يجمعنا.. بل وحيدا .
وكمان وهو يمارس الهواية الّتي لم تجلب له ولغيره سوى التعاسة .
لاأعلم ماالسب الذي جعل ذاكرتي تستدعي هذه الذكرى ..الّتي أشعر بالرهبة من مجرد تذكرها.
لكن ربما يدرك الأخرون ما نظنهم لا يدركونه .





