الثوره هتوصل لمرحله الامان ويكون نصرها مضمون لما مبادئها تترسخ فى ادنى ذهن ادنى طبقات المجتمع ... وده عمره ماحصل فى مصر على الاطلاق
دايما مشاركه الطبقات الدنيا فى الثوره بتاتى تحت فهم مغلوط للثوره واستيعاب قشرى لمبادئها وطنطنه بمصطلحات محدش مؤمن فعليا بمعانيها
اما الطبقات الاعلى اللى ( المفروض ) عندها وعى اكبر , فهى بطبعها مش ثوريه انما اصلاحيه , بل هى ضد الفكر الثورى أصلا
والطبقات الاعلى دى بتتخذ من مصطلح الثوره مجرد قناع تخفى بيه اجراءات اصلاحيه هى عايزاها علشان تتجنب ثوره حقيقيه ممكن تحصل
فى ثوره 19 كان وقود الثوره الفلاحين واولاد البلد والمعلمين والفتوات , هما اللى عملوها , وركبها فى الاخر الافنديه
كان مشهد طبيعى تشوف باستمرار قهوجى ولا عربجى عمال يتكلم عن الاستقلال وابصر ايه , وهو فعليا مش فاهم ولا كلمه من اللى بيقول،،لذلك انتهى المشهد بالاتى , الاف الضحايا من البسطاء , ركوب الافنديه الاصلاحيين , صعود نخبجي قذر زى سعد زغلول , وفى صحتك يااحتلال
نفس المشهد اتكرر بحذافيره بعد 98 سنه , حتى فى 19 ألهوا الثوار عن الفكره الاساسيه للثورة وهى الاستقلال الحقيقى وحطوا بدالها هدف مزيف وهو سعد
وفى 2011 بعد ما كان الهدف الحقيقى هو إسقاط النظام , تم استبداله بهدف مزيف وهو ابعاد ناعم لرأس السلطه متبوع بمحاكمه وهميه مضمونه البراءة، لذلك فأنا شخصيا لا اعتبر ما حدث فى 1919 ثوره , ولا ما حدث فى 2011 ثوره ... ما هى الا انتفاضات , ليس أكثر من ذلك
ولكن استثناء يناير ان اثارها ممتدة الى الآن , وارجح انها ستكون وقود لثوره حقيقيه ... ومن هنا تستمد انتفاضه
28 يناير تميزها، لأن الثورات العارمه الحقيقيه تقوم على انقاض انتفاضات فاشله بالاساس , لأن الثوره لابد ان تخرج من شعب فى حد ادنى من افراد عندهم الوعى الثورى
وبما ان الثورات تقوم اصلا على انظمه واوضاع فاسده بلغت اقصى مداها , وبالتالى فى تلك الحاله تكون الشعوب فى منتهى الجهل وانعدام الوعى اصلا، لذلك يلزم احداث حراك فى المياه الراكده يتمثل فى تحرك اقل ( انتفاضه ) ستفشل بالتاكيد لانها لا تمتلك الحد الادنى من مقومات النجاح، الا ان مجرد الحراك البسيط ده فى حد ذاته ولو كان فاشل , فهو بمثابه صفعه او دش مياه بارده توقظ نسبه لا باس بها من الافراد، حجر صغير يتم القاؤه فى منتصف بحيره لتخرج منه موجات ودوائر تبدأ فى الاتساع التدريجى لتصل من مركز البحيره لاطرافها، راجعوا سيناريو الثوره الفرنسيه , السيناريو الحقيقى مش السيناريو السطحى اللى بيتعرض فى الافلام والمقالات، اقولكم حاجه احسن ؟ راجعوا السيناريو الايرانى لأنه أقرب .... راجعوه من أيام الانقلاب على مصدق إلى ما بعد الثوره الاسلاميه بسنوات ،للأسف , تأريخ ثورة 19 ضحل جدا , وفيه نقط كتير مطموسه فيه , عارفين ليه ؟ لأن تاريخ ثورة 19 كتبه الافنديه , مش الثوار ،سعد زغلول كان عليه شبه موافقه من الانجليز والقصر لتقديمه واهمال الزعمات الشعبية الحقيقية لذلك مع الأسف تبعات ثوره 19 ساهمت فى تطويل عمر الاحتلال فى مصر لمده تلاتين سنه ... عارفين ازاى ؟
بالشكل الآتى :
- ركبوا شخصيه وسخه عالثورة ( زغلول )
استبدلوا الهدف الاساسى للثوره واللى هو مش متعلق باشخاص ( الاستقلال ) بهدف وهمى متمحور حول شخصيه الزعيم المزيف اللى هو سعد زغلول
بدلا من ان كان هدف الجماهير هو ( الاستقلال التام ) اصبحت عوده زغلول من المنفى وتوليه الوزاره هى الهدف الاسمى للثوار
وتولى زغلول الوزاره , ونجحت الثوره على حد زعم ابنائها , وكانت اول قرارات زغلول هى قرارات قمعيه منها منع التجمعات D:
وصنع الساسه الانجليز معادله سياسيه متقنه قائمه على صراع بين نخبه سياسيه لا تمثل سوى مصالحها ( الوفد ) وشرعيه رمزيه وهى ( الملك )
واستمر الصراع ( عالنفوذ ) بين رمزين ( سعد وفؤاد ) وامتد ليصبح ( النحاس وفاروق ) وفى كل الاحوال خسر الطرفان واتوكس الشعب على طول الخط
وكان الرابح الوحيد فى تلك المعادله القذرة ( بريطانيا العظمى ) ،
اذكر فيه سياسى انجليزى جه مصر اثناء ثورة 19 علشان يقيم حقيقه الثورة ومدى قوتها ونقاط ضعفها علشان بريطانيا تحط برنامج لاحتوائها باقل خسائر، السياسى ده كان معتقد ان ثورة 19 شبيهه بالثورة الايرلنديه فى 1916 فى راديكاليتها وعمقها , الا انه اتصدم من مشهد شافه بمجرد نزوله الشارع، الراجل ده نزل حى شعبى وعدى على قهوه سمع فيها اغنيه لمطرب قديم بيقول ( يامين يجيبلى حبيبى )،ساعتها الراجل قال الشعب ده مش بتاع ثورات , سلبى لدرجه انه عاوز يقعد مكانه وحد يجيبله حبيبه لحد عنده، وبدأت تتعامل بريطانيا مع الاحداث على انها زوبعه فى فنجان هاتخرج منها بوضع اقوى من الاول وخسائر تساوى صفر ،
بالمناسبه , بريطانيا لم تحكم العالم بجيشها , انما بالمكر السياسى , لو على جيشها كان زمانه انسحق على سواحل مصر 1882،المكر السياسى هو اللى صنع الامبراطوريات وليست الجيوش القويه , راجعوا السيناريو الرومانى والانجليزى والامريكى ,دايما كانوا العسكريين صف تانى بينما الساسه كانوا فى المقدمه , الجيوش كانت بتتحرك على خطوط رسمها سياسيين مقدما ,يعنى كنوع من انواع التشطيب لشغل بدأه ساسه , انما الدول اللى مشت بالعكس , كان السقوط المدوى من نصيبها , مع ان جيوشها كانت اقوى، راجعوا مثلا سيناريو نابليون وسيناريو هتلر , اينعم فلسفتهم التوسعيه داخل اوروبا كان لها دور اساسى فى سقوطهم , لكن تنظيم السلطه عندهم وتقديم القوه العسكريه على القوه السياسيه , كان له دور محورى فى سقوطهم برضه، معداش عليا كتاب بيتكلم بصدق وبعمق كافى عن ثورة 19 ,معلوماتى مستقاه من جمل متناثره اتذكرت بشكل عابر فى كتب مكانش موضوعها الاساسى ثورة 19 اصلا،مشكلتنا كمصريين اننا لما بنتعامل مع شخصيه سياسيه عندها غباء كارثى , من كتر عجزنا عن تفسير غباءها بنتحول لاننا نقيمه انه دهاء سياسى، كمنوذجين مثاليين : انور السادات - السيسى ..